top of page
بحث

أضرار العيش بهرمونات التوتر

لقد وضح الدكتور احمد ابوعيشة في كتابه من المسؤول أخطار العيش تحت وطئة التوتر , وهذه قصة ومثال يوضح الأمر مثال: شخصٌ يجلس على أريكته المفضلة في بيته وكان يشاهد التِّلفاز، ويشرب الشَّاي، ولكن في نفس الوقت عقله الواعي المسؤول عن التَّفكير منشغل في ما حدث اليوم في العمل من نقص في بعض الأموال أو من مشاجرة مع احد الزُّملاء أو خطأ ما في العمل،  وهنا يتصرفُ العقل اللَّاواعي  بناءً على ما يوجد داخل العقل الواعي، وينصاع له، فيأمر الغدد بإفراز هرمون الكورتيزول؛ لإعطاء تركيزأعلى في العضلات لمقاومة الشَّخص الذي تشاجر معه عندما يراه في الغد، أو للتركيز عن كيفية الاختباء من الخطأ الذي حصل في العمل، وماذا سيجيب مديره حينما يراه؟ أو كيف سيحلُ مشكلة نقص الأموال؟ وكيف سيدبر أموره، والتزاماته المستقبلية؟ وبذلك أصبح الجسد مملوء بهرمونات التَّوتر، ولكن في الواقع ليس هناك شيءٌ حقيقيٌ في البيئة الخارجيّة لاستغلال تلك الهرمونات، وذلك التَّشنج العضلي، وهنا يحصل عدم الاتزان، والتَّجانس بين الجسد وحقيقة وضعه الحالي، والعقل وأوامره للجسد بأن يقاتل، ويختبئ ويهرب, وإن تكرَّرت الحالةُ يوميا،ً وعلى مدار سنوات ستصبح الحالةُ مخزنةٌ في الذَّاكرة الضِّمنية، وبذلك يبدأ العقل اللَّاواعي بإفراز هرمونات التَّوتر تلقائياً كلما جلس ذلك الشَّخص على أريكته المفضلة، وبدأ بمشاهدة التِّلفاز، وبشرب الشَّاي, ويبدأ العقلُ الواعي بالتَّفكير في المشاكل التي حدثت اليوم، وربما لم تحدث أية مشكلة، ولكن لوجود الهرمونات في الجسد سيبدأ يتذكر المشاكل التي حدثت في الماضي؛ ليتوازن العقلُ مع الجسد في الحالة، ولكن في هذه الحالة فإن الجسد هو من تحكم بالعقل، وليس العقل من يتحكم بالجسد، وبذلك يتطبع الشَّخص بهرمونات التَّوتر التي يعيش معها كلَّ يومٍ، وكل أسبوع، وشهر، وسنة وستصبح شخصية ذلك الشَّخص متوترة دائماً، وهو لا يعلم لماذا، وإنْ سألته: هل أنت متوتر؟ سيجيب: أنا آخر من يتوتر، فأنا الحمد لله راضي، وأحمد الله على كلِّ


شيءٍ, وهذا صادرٌ عن العقل الأمامي، والذي لم يصبح له قيادة حقيقيةً في شخصية الشَّخص؛ أيِّ: طريقة تفكيره، وكيفية شعوره.

 
 
 

Comments


bottom of page