عزيزي القارئ لا بد أن تكون قد قرأت كتابي الأول (من المسؤول) وإن لم تكن قد قرأته فإني أنصحك أن تقرأه أولا، ثم تبدأ بقراءة هذا الكتاب.
بعد أن نخبر الشخص أنّه المسؤول عن حياته وما فيها من لحظات سعيدة أو لحظات حزينة، ومن غنى وثراء أو فقر وعوز، من نجاح وتطور أو فشل وتقهقر، من صحة وعافية أو مرض وهزل، تكون رد فعل الأشخاص مختلفة، وتتنوع كالآتي:
- الرفض الكامل: بعضهم لا يصدق بأن هذا الأمر صحيح، لأن بعض الناس يحتاج إلى أعذار لفقرهم وفشلهم وعوزهم ولمرضهم وعجزهم، معتقدين بأن وجود تلك الأعذار يخدمهم بشكل أو بآخر، وعندما يعلمون أنهم هم السبب في ذلك؛ يفقدون تلك الحجج والأعذار، لذلك لا يقبلون بالأمر كله، ويرفضونه جملة وتفصيلا، وهنا أوجه كامل الاحترام والتقدير لهؤلاء الأشخاص؛ لأن معتقداتهم من حقهم الكامل، فإن كنتَ من هؤلاء فاسمح لي أن أخبرك أن هذا الكتاب لا يستطيع أن يساعدك في شيء، لذلك لا أنصحك بقراءته.
- الرفض الجزئي: يصبح الأمر مخيفا لبعض الناس وهم معذورون؛ لأن مجرد فكرة المسؤولية ترعب أحيانا، لأنه سيترتب عليها الكثير من الجهد والعمل، وذلك صحيح وهنا أنصحك -عزيزي القارئ- إن كنت من هؤلاء أن تعيد قراءة كتاب (من المسؤول) لتعلم أن كل المهام والأعمال المترتبة عليك ستكون سهلة وبسيطة، وتحتاج إلى مثابرة فقط؛ لأنها تتفق مع فطرتك البشرية وفي حيز إمكانياتك الإنسانية.
- القبول الجزئي: بعض الناس يعتقد أن فكرة أن الإنسان هو المسؤول عن مصيره في هذه الحياة قد تتعارض مع الإيمان بالله، وأنه هو المسؤول عن حياتنا، فيقبلون بالفكرة على شيء من الخوف والاستحياء، وهنا أؤكد لك -عزيزي القارئ- أن ذلك قد يكون غير صحيح بالنسبة لي على الأقل، بالنسبة لي فكرة أن الإنسان هو صاحب مصيره في هذه الحياة تؤكد العدالة الإلهية بين الناس، حيث إن الله مكَّن كل الناس في الأرض، وأمدهم بكل ما يحتاجون ليكونوا سعداء، مكتفين في هذه الحياة بشكل متساوٍ، ولكن اختياراتنا تحدد طبيعة حياتنا، وإن كنت من هذا النوع إنصحك أيضا أن تعيد قراءة كتاب (من المسؤول) مجددا؛ لأن فيه بعض الأدلة العلمية على ذلك.
- القبول الكامل: هناك من الناس من تأكدوا وآمنوا بأنهم هم من صنعوا واقعهم، ربما من كتاب (من المسؤول) أو من أي كتاب آخر، مني أو من أي شخص آخر غير مهم، المهم أن ذلك الخبر كان بالنسبة لهم خبرا محفزا ومشجعا لتغيير واقعهم الذي لا يرغبون بالاستمرار به إلى واقع أفضل؛ لأنهم علموا أنهم هم أصحاب القرار في التغيير، فهم أصحاب القدرة على التغيير، لأن بقرارهم وبقدرتهم هم من أحدثوا واقعهم الذي لا يرغبون به، ومن هنا سيكون من السهل عليهم بقرارهم وقدرتهم تغييره، فكانت هذه الفكرة بالنسبة لهم منجما من ذهب، وهنا أخبرك -عزيزي القارئ- إن كنت من هذا النوع؛ فهذا الكتاب لك بشكل خاص، سيساعدك على الاستمرار على طريق المسؤولية لتعيش حياتك كما ترغب، مستمتعا بالتحديات التي ستواجهك في طريقك إلى نهاية المرحلة.
كتاب على قدر المسؤولية
AED117.00Price