نبذة عن كتاب على قدر المسؤولية للدكتور احمد سليمان ابوعيشة
- Ahmad Abu Easha
- 10 نوفمبر
- 3 دقيقة قراءة

يأتي كتاب «على قدر المسؤولية» لتوسيع الأُفق الذي بدأه المؤلف في كتابه الأول «من المسؤول؟»؛ فبعد أن يضع القارئ أمام الحقيقة الأولى:
أنت مسؤول عن واقعك، بلا شريك…
ينقله في هذا الكتاب إلى مستوى أعمق:
كيف تتصرف بناءً على هذا الوعي؟وكيف تُمارس دورك في صناعة حياتك هنا والآن؟
الكتاب ليس مجرد تأكيدٍ لمبدأ المسؤولية الشخصية، بل هو أدوات عملية للانتقال من الإدراك إلى التطبيق.يبدأ من الجوهر: أن ما نعيشه اليوم هو انعكاس مباشر لأفكارنا الافتراضية ومشاعرنا السابقة، وأن الوعي هو القائد الأعلى الذي يجب أن يتقدّم العقل ويقوده، لا العكس
🔹 الوعي… مفتاح القيادة الداخلية
يوضح المؤلف أن الوعي هو الإدراك العميق للحظة الحاضرة، للحقيقة كما هي دون مقاومة أو حكم.وليس الوعي تعريفًا عقليًا أو نظريًا، بل هو حضور واسع داخلي يُشبّهه بالسماء: موجودة دائمًا، حتى عندما لا نراهاهو إدراكٌ يتجاوز الأفكار والحواس، ويستطيع أن يراقبها ويقودها.
إن العقل، بقدراته، أداة عظيمة، لكنه يعمل اعتمادًا على:
خبرات سابقة
حواس
معلومات مخزّنة
لذا فإن ترك القيادة للعقل يعني أن الإنسان سيظل أسيرًا للماضي وخائفًا من المستقبل، بينما دور الوعي هو أن يمكّننا من العودة للحظة الحالية حيث تكمن قوة القرار والتغيير
🔹 بين الوعي والعقل: من يقود الآخر؟
يفرّق الكتاب بوضوح بين العقل والوعي:
العقل: يحلل، يصنف، يتذكر، ويتخيل
الوعي: يدرك دون أن يحتاج إلى تبرير أو تفسير
يوضح المؤلف أن الخطأ الأكبر الذي يقع فيه الناس هو السماح للعقل بقيادة الحياة، بينما دوره الحقيقي أن يكون خادمًا يعمل تحت توجيه الوعي القائدفعندما يقود العقل، يصبح الإنسان غارقًا في الماضي أو المستقبل، في القلق أو الندم.أما حين يقود الوعي، يعود الإنسان إلى لحظة الآن ويستعيد قوته الداخلية.
🔹 الحضور في “الآن”
يشدد الكتاب على أن الحياة لا تُعاش إلا في الآن.الماضي انتهى، والمستقبل لم يأتِ بعد، وما لدينا حقًا هو هذه اللحظة التي نعيشها الآن
الآن هو:
نقطة القوة
نقطة القرار
نقطة الخلق
من خلال الحضور الكامل في الآن، نكتشف أن:
الخوف يختفي
التوتر يتبخّر
القدرة تتجسد
ونشعر بمعية الله في كل لحظة
هذا الحضور ليس استرخاءً سلبيًا، بل إدراك واعٍ يحرّك الإنسان نحو ما يريد بتوافق وطمأنينة.
🔹 الجسم الطاقي… بوابة جديدة للفهم
يتناول الكتاب مفهوم الجسد الطاقي بوصفه المحرك الحقيقي للوظائف الحيوية، وأن الإدراك العميق للطاقة الداخلية يساعد الإنسان على:
فهم مشاعره
التحكم بأفكاره
توجيه سلوكه
والتأثير في واقعه المادي
إذ يرى المؤلف أن الحياة في الجسد ليست مجرد مادة، بل مساحة تسري فيها الطاقة، وتتفاعل مع وعي الإنسان وانتباهه.
🔹 المشاعر… لغة الخلق
يقدّم الكتاب تفسيرًا جديدًا للمشاعر بوصفها لغة الطاقة والوعي، فهي ليست انعكاسًا سلبيًا، بل أداة تُعلِمنا بما بداخلنا.من خلال إدراك نوع المشاعر—خاصة تلك المتولدة من القلق أو الذنب أو الخوف—يمكن للإنسان أن يتحرر منها عبر قبولها بوعي لا بمقاومتها
لأن ما نقاومه يستمر،وما نقبله يتحرر.
🔹 القبول… قبل التغيير
يُظهر الكتاب أن باب التغيير هو القبول.فالرفض المستمر يحبس الإنسان داخل الدائرة ذاتها، بينما يقوده القبول إلى التحرر من الألم وإلى الوضوح الذي يُنتج الحلول
القبول لا يعني الاستسلام،بل رؤية الحقيقة كما هي دون إضافة أحكام أو مقاومة، ومن هنا يبدأ الفعل الصحيح.
🔹 رسالة الكتاب
يريد المؤلف أن يتجاوز القارئ مجرد قناعة “أنا المسؤول”،ويصل إلى تجربة يومية تقول:
أنا أعيش مسؤوليتي في كل فكرة ومشاعر واختيار.
فالوعي ليس خطوة نظرية،بل ممارسة مستمرة تمكّن الإنسان من أن يكون قائدًا لحياته،صانعًا لواقعه،ممتنًا لمعنى وجوده.
⭐ خلاصة
«على قدر المسؤولية»كتاب ينتقل بالقارئ من الوعي إلى الفعل،ومن الإدراك إلى التغيير.
إنه ليس مجرد كتاب في التنمية الذاتية،بل دليل عملي للحياة؛يعلّمك كيف تعيش اللحظة،وكيف تقود أفكارك ومشاعرك،وكيف تدرك حضور الله داخلك وخارجك،وكيف تخلق واقعًا متناغمًا مع قصدك وطموحك.
إنه دعوة إلى حياة حقيقية…حياة تُعاش الآن.










تعليقات